تنتشر في قبيلة "البادونج" او قبيلة الفتيات الزرافات الواقعة في احدى
التلال الواقعة على الحدود بين بورما وتايلاند عدة اساطير تقف وراء
استعمال عادة الطوق النحاسي،
حول رقبة الفتيات في هذه القبيلة .. ولكن الاسطورة الوحيدة التي يكاد يتفق
عليها جميع افراد قبيلة " البادونج " تقول : " انه في سالف العصر والآوان
خرجت اجمل امرأة من هذه القبيلة لاحضار المياه من البئر القريب من سكن
القبيلة وفي طريق عودتها هاجمها نمر متوحش، فسحبها من منطقة الحنجرة الى
بيته حيث افترسها هو واولاده..
فأصبح من الشائع عند افراد هذه القبيلة ان النمر يهاجم النساء ويسحبهن من
منطقة الحنجرة .. وحتى لا تتكرر قصة الضحية قررت نساء القبيلة ان يحمين
منطقة الحنجرة بواسطة الاطواق النحاسية عن طريق لف هذه الاطواق حول منطقة
العنق كاملة".
اما اليوم فلم تعد اسطورة النمر تعني شيئاً للنساء.. وأكثر ما اصبح يعنيهن
هو العنصر الجمالي الذي يكتسبنه من استعمال الطوق ، حيث يتسبب استعماله في
زيادة طول الرقبة الى الضعف وهو امر يلاقي استحسان جميع الرجال من هذه
القبيلة الذين نادراً ما يتزوجون من نساء لا يرتدين الطوق ، لأن المرأة
ذات الرقبة القصيرة تعتبر قبيحة من وجهة نظرهم .. فأصبحت جميع النسوة
يحرصن على تطويق اعناق بناتهن بهذا الطوق النحاسي الثقيل حتى لا يفقدن
فرصة الزواج في المستقبل .
لبس الطوق .. معاناة وعذاب مستمر !ان لف الطوق النحاسي حول عنق فتاة قبيلة "البادونج" يشكل لها عذاباً
يومياً وتشوهاً في العنق يرافقها مدى الحياة .. فالطوق الذي يبدأ
بالالتفاف حول عنق الفتاة منذ بلوغها سن الخامسة يزداد في الوزن تدريجياً
كلما زاد عمر الفتاة عن طريق اضافة لفة نحاسية اضافية كل ستة اشهر ،
وبوصول الفتاة الى سن البلوغ تصبح عدد لفات هذا الطوق (20) لفة اما وزنه
فيبلغ (10 كيلوغرامات) ترافق الفتاة مدى العمر .. ويتسبب هذا الوزن في
تشويه العنق والعمود الفقري .
ويتوجب على
فتيات " البادونج" السير بحذر ، لأن اية حركة مفاجأة تؤدي الى احتكاك الطوق
بالرقبة بشكل مؤلم .. ويتوجب على كل فتاة ان تنظف الطوق بحيث يبدو لامعاً
على الدوام ، ويتم التنظيف باستعمال مسحوق الغسيل العادي ولكن عوضاً عن
الليفة تستعمل النساء اوراق عريضة من الاشجار يقمن بإداخلها بين لفات
الطوق وفركه جيداً حتى يصبح لامعاً وبراقاً يجلب الانظار.
وبسبب الزاوية المستقيمة التي يتخذها وضع العنق يصبح من المستحيل على فتاة
البادونج تحريك رأسها للاسفل للنظر نحو قدميها .. ومن المستحيل ان تستطيع
امرأة البادونج رؤية وجه رضيعها اثناء الرضاعة .. اما اذا رغبت في شرب
الماء فيتوجب عليها الاستعانة بمصاصة طويلة وفي المساء تضطر صاحبة الطوق
الى استعمال وسادة مرتفعة .
عدسة موقع بانيت وصحيفة بانوراما تجولت في قبيلة "البادونج" وعادت لكم بهذه الصور .. تفضلوا !
أيــــــــــــــــــــــــــه رأيكم...