قضت حكمة الله عز وجل أن يتم ضمان نمو وصحة الطفل عن طريق
تزويد الأم بوفرة من الغذاء الكامل المناسب لمختلف المتطلبات البيولوجية
للطفل، ألا وهو حليب الأم، لذا يجب عليك التفكير بإرضاع الطفل التزاماً
بهذه الحكمة الإلهية.
وبما أن الرضاعة الطبيعية وعلى نحو لا يقبل الجدل تعد أفضل طريقة لتغذية
الطفل، لذلك يجب عليك التحدث مع طبيبك في فترة مبكرة من الحمل، حتى تتمكنين
من تكوين موقف إيجابي نحو هذه المسألة، إلى جانب إعداد نفسك من الناحية
الجسدية للرضاعة.
الرضاعة الطبيعية ... مشيئة الله
لقد شاءت مشيئة الله عزوجل أن تكون الرضاعة الطبيعية الطريقة المثلى لتوفير الحاجات الغذائية لطفلك الرضيع. فحليب الأم يعتبر الغذاء المثالي للرضع،
إذ أنه يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الطفل الرضيع
لضمان نموه وتطوره. وفي نفس الوقت فإن الرضاعة الطبيعية توفر الحنان
والعلاقة الحميمة بينك وبين طفلك، وهي ناحية مهمة جداً للنمو الصحي لنفسية
الطفل.
ومن الأهمية بمكان أن تبدي الأم المرضعة ثقة بنفسها وبطفلها، وأن تجعل من
الرضاعة ممارسة مجزية حقاً لكلا الطرفين، لأن إرضاع الطفل هو أفضل بداية
ممكنة للطفل بصورة طبيعية.
الفوائد التي يجنيها طفلك
إلى جانب توفير غذاء طبيعي ومتكامل لطفلك، فإن حليب الأم يقدم الكثير من
الفوائد المهمة الأخرى، لا سيما وأن التوازن الطبيعي للعناصر الغذائية، مثل
البروتين والنشويات والدهون والمعادن، يتيح الهضم السهل، مع ضمان أدنى قدر
من المعاناة الناجمة عن المشكلات المعوية، مثل الإمساك والإسهال.
إن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية تقل احتمالات إصابتهم
بزيادة الوزن، كما تقل احتمالات تعرض الطفل للإصابة بمشكلة فقدان السوائل
على نحو مفرط، أو أي من المشكلات الأخرى المتعلقة بها، وفضلاً عن ذلك فإن
الأطفال الذي تتم تغذيتهم بحليب الأم يكونون أقل عرضة من غيرهم لردود الفعل
التحسسية أو الالتهابات البكتيرية، وبالإضافة إلى ذلك فإن حليب الأم يوفر
للمواليد الجدد حماية طبيعية، وذلك لأن الأجسام المضادة المهمة تنتقل من
الأم إلى رضيعها من خلال الحليب.
وتوفر الرضاعة الطبيعية أيضاً فوائد نفسية للطفل، لأنها تتيح له الالتصاق
والقرب من أمه لفترة طويلة، الأمر الذي يوفر له الحنان والدفء الملموس من
جسم الأم، حيث يستمتع بتلك الفترة بأصواتها وبرؤية وجهها، وفي نفس الوقت
فإن ذلك يشبع حاجته من امتصاص الحليب.
الفوائد التي تجنيها الأم المرضعة
كأم مرضعة فإنك أيضاً تستفيدين من المشاركة بتجربة فريدة لإشباع علاقتك مع
رضيعك، لا سيما وأن امتصاص الطفل للحليب يخفف من الشعور المزعج الناجم عن
احتقان الصدر بالحليب، كما أن الرضاعة الطبيعية تساعد جسمك في العودة إلى شكله السابق قبل الحمل، لأنها تسمح للرحم في العودة إلى وضعه الطبيعي بسرعة، وإلى حالته الطبيعية التي كان عليها قبل الحمل.
وعلاوة على ذلك، تعد الرضاعة الطبيعية طريقة مريحة واقتصادية لتغذية الطفل،
حيث يوفر الثدي الحليب الدافئ بدرجة حرارة مناسبة طوال الوقت، ليكون في
متناول الطفل في أي وقت يكون فيه جائعاً.